الثالث عشر من أيلول

الثالث عشر من أيلول
في الثالث عشر من أيلول

من العام الخامس لرحيلك، وفي الثانيةِ بعد منتصف الوجع،

عقارب الساعة تلسعني عارضة أمامي مشهدًا أخيرًا من تلويحاتكَ قبل الرحيل، تستوقفني كتمثالٍ إغريقي في ذات المرسم وعند ذات الرسمةِ التي لم تكتمل منذ أعوامٍ،

في الثالث عشر من أيلول

تتسع مقلتايَ محدقةً في تلك اللوحة المستوحاة من بريق عينيكَ، المتروكة على رف الزمان ؛حتى يُداهمني نعاس شديد مُلقيًا بي عليها ؛ فَتُشَلُ عقارب ساعتي عن الحركةِ، وتهزُ أعاصير الحنين قاع قلبي، فأُلامِسُ لوحتي لأول مرةٍ بعد طول انقطاع، نافضةً غبارها بأناملي الهزيلةِ، الخائفة، المتهزةِ ،

القاذفة بي إلى ما قبل أعوامٍ، ينبع صوتٌ من داخلي مكتضًا بصرخات الشوق قائلًا : كيف بإمكاني بعث تلك اللحظة وإعادتكَ ؟!
فأصمتُ قليلًا علِّي أسمعكَ، ثم يُجيبني
كل ما حولي ضاحكًا بسخرية، عَدَاكَ،
قائلًا : كفي عن الانتظار ؛ ثم إنهُ قد رحل تاركًا لكِ خلفهُ، غير آبهٍ أيتها البلهاء.

صفحة الكاتبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *