التقيته صدفة

التقيته صدفة
التقيتُهُ صدفةً؛ وبات القلب يرتجف،

وكلتا قدمايَّ خائنةً عن خطُ خطوةٍ واحدةٍ، ٱصيبت يداي ببرودةٍ، ووجنتاي أحمرَّت وكادت تحترق من فرط حرارتها، وأنفاسي تتسارع بين شهيقٍ وزفير، تسآلت بغرابةٍ، كيف لشخصٍ واحدٍ أن يُثير فوضاء بداخلي؟!
في ثوانٍ، وعلى بغتةٍ تعانقت عينينا، وتحدثتا بصمتٍ حديثًا منمقا؛ ثم أكمل كلٌ منا طريقهُ، مرت الأيام ومازال ذات الشعور يوراودني كلما مر طيف مجهولي، شعورٌ مميت أن تقع في حُبٍ، عابرٍ لاتعرف عنه شيئًا، وبعد أسابيعٍ من الشوق، وفي ليلةٍ عاصفةٍ برياح الحنين، مررتُ من ذات الطريق، اتسعت مقلتايَّ محدقةً، وشعور يشبه شعور تلك الليلةِ قد راودني، وما إن رأيتهُ قادمًا اتجاهي؛ أدرت ظهري مدعيةً أنني لم انتبه، فوجئتُ بهِ مناديًا، لي وكفه يدعوني للمصافحةِ، صافحتهُ وأعمدة المدينة ترتجف؛

التقيتُهُ صدفةً

ثم دعاني لأحد كافيهات بلدتي لنحتسي فنجان القهوة معًا، فكان يحتسي قهوتهِ من فنجانهُ؛ وكنتُ احتسيها من بحر عيناه، دارت الأحاديث وأكملها بإعترافٍ شتت توازني قائلًا: أحببتكِ منذ أول عناقٍ لأعيُننا.
بعثرني ولملم البعثرة بكلمةٍ واحدةٍ، وكانت تلك الكلمة بمثابة ميلاد جديد لِكلانا، وبداية لارتباط روحينا، وها نحن الآن وبعد سنين من الهيام، نحمل بين يدينا ثمرة حبنا، ولدنا الشقي غيث، وننتظر قدوم شقيقته غيم، والسعادةِ تعم حياتنا.

صفحة الكاتبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *